يمثل موضوع تشخيص الإخفاقات وتحديد سُبل انطلاق عملية التنمية مادة ثرية بالنسبة للكثير من الكتّاب والباحثين والمفكرين في العراق. ومن الملاحظ أن الكثير من الآراء والنقاشات تدور في الدائرة الصحيحة وتؤشر الى مواطن خلل مهمة، ولكنها تتباين في تحديد المشاكل ومسبباتها.
يركّز هذا المقال على مناقشة ما أورده الباحث إبراهيم العبادي في مقاله ”العراق بعد احتلاليّن غربيين“ حيث تطرّق الى طبيعة المجتمع العراقي وإشكالية تحقيق التنمية فيه، وكذلك مناقشة الرأي القائل بان فشل النخب العراقية في تحقيق التنمية يكمن أساساً في العجز عن بناء المؤسسات في البلد.
يحاول هذا المقال تحديد ما هو المطلوب من اجل الموائمة بين التشخيصيّن لأزمات عراق ما بعد 2003.
مشاكل أم أعراض؟
عند التعمق في المشاكل وتفاصيلها سيما بعد مرور فترة زمنية طويلة عليها، تصبح التحليلات والتشخيصات اكثر دقةً ويتكوّن فهماً اكثر نضجاً لدى المتابعين والنخب في العراق. يمكن ملاحظة ذلك عندما تتكوّن قناعة بأن ما كان يعتبر مشكلة في السابق هو في الحقيقة أحد أعراض مشكلة أخرى اكثر عمقاً وتعقيداً. وهذا الأمر طبيعي فيما يخص مشاكل التنمية والتطوير لأنها بطبيعتها مشاكل شائكة، وابرز خصائص المشاكل الشائكة عدم إمكانية تحديد نقطة بداية واحدة لها.
32 دقيقة واحدة