شهدت منطقة الشرق الأوسط بعد العام 2023م تحولات جيوسياسية عميقة، يأتي في مقدمتها التوسع الإسرائيلي المتصاعد سياسياً وعسكرياً الذي أدى إلى تداعيات واسعة على دول المنطقة، بما فيها العراق. فمنذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، ظلّ المشروع الصهيوني يتوسع عبر آليات متعددة، تشمِلُ الاحتلال المباشر للأراضي الفلسطينية والعربية وبناء تحالفات إستراتيجية مع دول كبرى وإقليمية. وفي السنوات الأخيرة، اتّخذ هذا التوسع منحى جديد مع توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والتخطيط لتهجير الفلسطينيين بعد الانتهاء من الحرب على غزة، وهذه الاحداث أثارت أسئلة مُقلقة حول تأثير هذه التطورات على الدول التي لم تُطبّع بعد مع إسرائيل وعلى رأسها العراق.
يُعدّ العراق أحد أكثر الدول تأثراً بالتوسع الإسرائيلي، نظراً لموقعه الجيوسياسي الحسّاس، وتأثره بالصراعات الإقليمية، فضلاً عن علاقاته الوثيقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي تُعدّها إسرائيل العدو الرئيس في المنطقة. كما أن العراق، وفي ظل التغيّرات الإقليمية والعالمية السريعة قد يواجه ضغوطاً عليه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يُسبّب ارتباكاً في استقراره السياسي واجتماعي كونه دولة ذات أغلبية مسلمة لها ارتباط تاريخي بالقضية الفلسطينية، تمنعه من التطبيع أو التقارب مع إسرائيل.